الإنحلال و العونسة (تابع)

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام علي سيد الخلق أشرف المرسلين نبينا و شفيعنا يوم الدين محمد صلي الله عليه و علي آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلي يوم الدين أما بعد نقدم لكم في تدوينة اليوم الانحلال و العنوسة من خلال نظرة الشريعة السمحاء و معالجتها لهذه الآفة التي انتشرت بشكل رهيب في الدول الإسلامية خاصة و هذا برأي الشخصي كله البعد عن تعاليم الإسلام ما جاء من آيات و أحاديث نبوية كما أنه من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة التي يتولد منها آفات أخري ما لا يحمد عقباها و منها علي سبيل المثال الزنا..إلي غير ذلك من الآفات الاجتماعية, حيث أنه قال الذي لا ينطق عن الهوى صلي الله عليه و سلم تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي قالوا ماذا يا رسول الله قال كتاب الله و سنتي" أما من القرآن الكريم في مناسبات عديدة من بينها قوله تعالي في محكم تمزيل "و إن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ".(النساء).فكل من السنة النبوية و الكتاب الحكيم يشجع علي الزواج لقوله صلي الله عليه و سلم  " يا معشر الشباب من إستطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج و من لم يستطع فعليه بالصوم ".وجاء في تدوينة اليوم مايلي: 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

احتراماتي لكل المحامين و الأساتذة " أهل الحكمة و الشرف"

قررت أن أعطيكم تفسيرا أوسع للانحلال و العونسة ،المقصود الأصح لكل منهما؛
1/ الإنحلال: نظرة القانون للانحلال واضح في المادة47 و 48 من قانون الأسرة الجزائري.
المادة47: " تنحل الرابطة الزوجية بالطلاق أو الوفاة.. ".
المادة 47 هي الأصل العام للانحلال، أي قطع الرابطة و الصلة الزوجية المقدسة و يكون ذلك بتدخل:
1/ الإرادة الإنسانية: تدخل الإرادة البشرية تكون مشمولة بالعزم و الرغبة بقطع الصلة بين الزوجين ترتكز الإرادة على أربع شروط:

1.    الرغبة بالقيام بشيء (اللاشعور)/العزم للوصول إليه أو تحقيقه

2.    الوعي أثناء القيام به أو نية الهادفة للوصول إليه.

3.    الضمير البشري؛ هو الشرط الجوهري يعرف بالضمير الأخلاقي الواعي ،،،علما أنه بتدخل الضمير الأخلاقي تحدد نوع النية للإنسان (النية الحسنة).لكن بغياب الضمير الأخلاقي ،يحل محله اللاشعور"الغرائز و الرغبات في الأغلب تكون لا أخلاقية"،هنا تحول إلى (النية سيئة).

المشكل أنه في المرحلة الذي يقرر فيه الزوجين أو أحدهما تكون فترة اضطرابات و ضغوط غير محتملة ،يفقد فيه المعنيين التوازن العقلي و النفسي، إلا أنه ما يهمنا في هذه الحالة هو "توازن العقل"في هذه فترة الإظطراب يكون صراع بين الوعي و الضمير الأخلاقي فيصبح الإنسان في حالة تشويش و يفقد الثقة في نفسه،و القدرة باتخاذ القرارات السليمة،هذا التشويش يجعل الوعي و الضمير في حالة عجز،لأنه في العمل المتوازن للعقل البشري ،الضمير و الوعي الإيجابي يهذب اللاشعور،لكن في حالة عجز يفسح المجال للاشعور و الغرائز ،عن غير قصد تحول نية الزوجين ،إلى نية سيئة و يجعل كل واحد منهما يسعى لتحقيق مصلحته ، مركزا على الأضرار و الضغوط الزوجية و الاجتماعية، بغياب الوعي و الضمير يجعل المعنيين يهملان الجانب الرئيسي "التماسك الأسري وشرف الأسرة " و مصلحة الأولاد.
* الانحلال بإرادة الإنسان يكون إما:
طلاق:يكون بإرادة الزوج، معترف به شرعا و قانونا
تطليق:بإرادة الزوجة، ما نصت عليه المادة53 من قانون الأسرة ،و هو نوع من الحلول الذي أقر به القانون الوضعي للدول الإسلامية لحماية الزوجة المتضررة ماديا ،و يقصد بالضرر المادي (الضرب المبرح،التعذيب ،المساس بالشرف،إضافة إلى الأضرار المنصوص عليها في المادة53 من قانون الأسرة الجزائري).
الخلع :يكون بإرادة الزوجة، نوع الضرر في هذه الحالة مختلف ،فهو باختصار متعلق بنفسية المرأة،مثلا كرهها لزوجها. أقر به الشرع و القانون، و هو ما نصت عليه المادة54 من قانون الأسرة
-هناك نوع آخر من الطلاق يكون بإرادة الطرفين ، ما نصت عليه المادة48من نفس القانون 

2   / العونسة:يقصد بالعانس الشخص البالغ سن اليأس(بالنسبة للمرأة)أو الراشدة المتجاوزة سن الزواج الطبيعي للقران،و لكن حسب العادات و التقاليد و الثقافة الاجتماعية، و الفترة الزمنية لسن الزواج المنتشر في المجتمع.
علما أن العونسة مشكل اجتماعي تعاني منه المرأة أكثر من الرجل،لأن قرار الزواج يكون منه.
* أسباب العنوسة:
1/ عمل المرأة و انشغالها بالجانب العملي و الشخصي أكثر من الزواج ،بإهمالها هذا الجانب أدى إلى ضياع سنوات الزواج ،عند بلوغها سن متأخرة تنصدم بواقع الوحدة و غير مرضي.
2/ تقليد المرأة الغربية كان سبب بضياع النساء.
3/ مشكل تعاني منه المرأة العصرية بسبب الجهل الاجتماعي لبعض الجهلة"السحر و النفاق" أدى إلى ضياع مستقبلها في الزواج. 
علما أن للعونسة أسباب كثيرة جدا، بفضل الأستاذة المحترمة bestrim منحتنا إحصائيات حول العونسة في الدول العربية.

أتمنى أن تكون هذه التدوينة قد نالت إعجابكم, في حال كان هناك أي إستفسار لا تترددوا في وضع استفساراتكم في تعليق أسفل الصفحة و سيتم الإجابة عليه.

المرجوا دعم الموقع من خلال الاشتراك على صفحاتنا "دار المحامي الجزائري " على الموقع الاجتماعي فايسبوك و مشاركة الدروس المتواضعة مع أصدقاءكم لكم مني جزيل الشكر علي تفاعلكم في الأخير السلام عليكم و رحمة الله تعالي و بركاته إلي لقاء آخر مع درس جديد إن شاء الله.

 

أ.سلال فيروز

اللهم علمنا ما ينفعنا و نفعنا بما علمتنا

Posted in: شؤون أسرة