لا و ألف لا يا سيدي القاضي ، ليس القاضي هو الذي يأمر و يقتضي الطاعة ، و ليس واجب المحامي أن يطيع أحد و لا أن يخضع لاحد ، و لا أن يعلم الناس الطاعة ، فنحن لسنا و لن نكون أبدا أساتذة الطاعة و الخضوع ، وانما نحن رسل الحق و الهداية و العدل ، ان القاضي لا يأمر و لا يحب طاعة و لا خضوع و لا يقتضي ذلك من أحد لكنه يعلن كلمة الحق و في هذا جلاله، أما الطاعة و الخضوع فلها جنود و لها منفدون ، ان المحامي أمام القاضي لا يطيع و لا يخضع بل يبذل و قته و يرشد و يبين طريق العدالة ، ويهيء للقاضي أن يؤكد بأحكامه في أذهان الناس و في قلوبهم مكانته من الاجلال و الاحترام و ما ابعد شرف الارشاد و تمكين الجلال من منزلة الطاعة و الخضوع و تعليم هذه المنزلة للناس . انما يقف المحامي أمام القاضي و أمام الناس ليشهدهم و يشهد الله قبلهم على انه رسول العدل و الشرف و الامانة ، و يتكلم المحامي واقفا جمعا لقوته ليثور على الباطل فان في الجلوس فتورا و أن الفتور جمودا ، و الوقوف عند المرافعة ليس موقف طاعة و انما هو موقف مواجهة للباطل ، فمتى كان الباطل يرد بالجلوس ، بل يقف المحامي مرتديا السواد حزينا ليكون قريبا مع من قهرتهم شهوة الانسان ليسمع أناتهم فيرسل الى قلب القاضي صرخات المظلومين ، و لا نعتبر جلوس القاضي في مجلس الحكم رفعة ووقوف المحامي خضوع و طاعة لانه من أركان الصلاة و اسسها ما نقوم به واقفين و هناك البعض الاخر نقوم به جالسين ، و الصلاة لا تقوم الا بهما سواء الوقوف أو الجلوس فكلاهما يكون العباة و لا يمكن للمصلي الجالس أن يأمر المصلي الواقف لان كلاهما واحد .
منقول (من اعداد الاستاذ بوخالفة زهير)
منقول (من اعداد الاستاذ بوخالفة زهير)
0 التعليقات:
إرسال تعليق